الصدقة الجارحة لكبرياء المحتاجين
يمنات
جلال حنداد
رمضان موسم للصدقات عند اغنياء المسلمين، وكان المعتاد وحسب تعاليم الدين والسنة ان تقدم الصدقه بشكل سري لمحتاجيها عملا بالاثر النبوي (عن أبي هريرة قال: سبعة يُظلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه … فذكر الحديث، وفيه: ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها، حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه)..
لكن ماهو عليه الحال اليوم عند المسلمين يخالف ذلك حيث صارت الصدقه تقدم علنيا ليس ذلك فحسب بل تذاع بكل الوسائل الاخبارية من التواصل الاجتماعي حتى القنوات التلفزيونية للأسف .. وهذا دليل على فساد القيم وحقارة الغايات .. الصدقة التي تذاع تدل على ان مقدمها مريض اجوف ومخروم المرؤة والاخلاق .. انه يتجمل بها ويرائي الاخرين بفضله وسخائه المزيف .. لأنه لو كان يقدمها بقصد الاجر والثواب لما كانت شماله علمت ان يمينه قدمتها.
من يعلن صدقاته ويذيعها ليس اكثر من تافه يتلذذ في اعماقه المريضة بامتهان كرامة الفقير وجرح كبريائه .. الغني المرائي بصدقته هو الفقير الحقيقي. انه فقير اخلاق ومنهوب كبرياء وملطخ الضمير .. وهو من يحتاج للصدقة لكن ليس بالمال وإنما بمكارم الاخلاق .. اما الفقير الجائع الذي يعاني الفاقة وقلة المال .. فهمها احتاج لرعاية الناس ودعمهم فهو اخضر الدم والحواس بوسعه ان يأكل حجر خير من خبزة تنال من كبريائه..!!
من حائط الكاتب على الفيسبوك
قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.